skip to main |
skip to sidebar
لا تتكلف السجع والفصاحة والتصنع أثناء الكلام
كن بسيط في كلامك ولا تتصنع
التقعر في الكلام بالتشدق
وتكلف السجع والفصاحة والتصنع فيه
بالتشبيبات والمقدمات وما جرى به عادة المتفاصحين المدعين للخطابة وكل ذلك من التصنع المذموم
ومن التكلف الممقوت الذي قال فيه رسول الله صل الله عليه وسلم "أنا وأتقياء أمتي برآء من
التكلف" وقال صل الله عليه وسلم "إن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً الثرثارون المتفيقهون
المتشدقون في الكلام"
وقالت فاطمة رضي الله عنها قال رسول الله صل الله عليه وسلم "شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم
يأكلون ألوان الطعام ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام"
وقال صل الله عليه وسلم "ألا هلك المتنطعون -ثلاث مرات"
- والتنطع هو التعمق والاستقصاء. وقال عمر رضي الله عنه: شقاشق الكلام من شقاشق
الشيطان. وجاء عمر بن سعد بن أبي وقاص إلى أبيه سعد يسأله حاجة، فتكلم بين يدي
حاجته بكلام فقال له سعد: ما كنت من حاجتك بأبعد منك اليوم! إني سمعت رسول الله ﭬ
يقول "يأتي على الناس زمان يتخللون الكلام بألسنتهم كما تتخلل البقرة الكلأ
بلسانها"
وكأنه أنكر عليه ما قدمه على الكلام من التشبب والمقدمة المصنوعة المتكلفة. وهذا
أيضاً من آفات اللسان، ويدخل فيه كل سجع متكلف، وكذلك التفاصح الخارج عن حد
العادة، وكذلك التكلف بالسجع في المحاورات "إذ قضى رسول الله صل الله عليه وسلم بغرة في الجنين
فقال بعض قوم الجاني: كيف ندى من لا شرب ولا أكل ولا صاح ولا استهل ومثل ذلك بطل؟
فقال "أسجعاً كسجع الأعراب"
وأنكر ذلك لأن أثر التكلف والتصنع بين عليه، بل ينبغي أن يقتصر في كل شيء على
مقصوده: ومقصود الكلام التفهيم للغرض وما وراء ذلك تصنع مذموم. ولا يدخل في هذه
تحسين ألفاظ الخطابة والتذكير من غير إفراد وإغراب، فإن المقصود منها تحريك القلوب
وتشويقها وقبضها وبسطها، فرشاقة اللفظ تأثير فيه فهو لائق به. فأما المحاورات التي
تجري لقضاء الحاجات فلا يليق بها السجع والتشدق والاشتغال به من التكلف المذموم،
ولا باعث عليه إلا الرياء وإظهار الفصاحة والتميز بالبراعة وكل ذلك مذموم يكرهه
الشرع ويزجر عنه.
1 التعليقات:
خير الكلام ماقل ودل
إرسال تعليق